مقال مفيد ومهم المصدر : جريدة الشرق الاوسط______القاهرة: ضاحي عثمان كشفت دراسة علمية مصرية ان التصميم الجيد للمباني السكنية والعامة يحقق في نفوس الافراد انطباعات حسنة لكل شيء جميل فيدفعهم الى الرضاء النفسي والسلوكيات الطيبة في المجتمع. ويقول استاذ الهندسة المعمارية بجامعة اسيوط الدكتور كمال احمد لـ«الشرق الاوسط» ان التصميم الجيد للمباني يعد من الضروريات الحضرية التي عن طريقها يتحقق للمجتمع والبيئة مستوى طيب من التقدم يليق بحياة سكان العصر الحديث والتطور التكنولوجي الهائل في مجال العمارة والانشاءات وهو الامر الذي جعل التصميمات المعمارية الجيدة تؤدي دورها في تجميل البيئة العمرانية، كما انها تحقق طموح النواحي الفنية والتشكيلية للعمارة الحديثة والتي تستخدم الامكانات الحديثة وتكنولوجيا البناء لخدمة السكان والمجتمع ككل، وبالطبع ينعكس ذلك كله على مجتمع السكان ويتحقق في نفوسهم انطباعات حسنة لكل شيء جميل في بيئتهم وخصوصا المنشآت التي يعيشون فيها والبيئة التي يتحركون في اطارها ومن ثم يتحقق الشعور بالانتماء والرضا عن مسكنهم حتى ولو كان صغيرا، مشيرا الى ان الارتياح عامل نفسي هام يشتمل على الاحساس بالجمال والانسجام والراحة النفسية ابتداء من الموقع والبيئة العمرانية وسهولة الحركة ثم تصميم المسكن ويتحقق عن ذلك كله سلوك طيب لافراد هذا المجتمع ككل.ويذكر ان التصميم المعماري لعناصر المبنى تحقق راحة المستخدمين لها اذا راعى العوامل الطبيعية وحالة المناخ والتشميس والتهوية اللازمين للمباني والتي تؤخذ في الاعتبار في واجهات المباني وتشكيلها الخارجي ويظهر فيها الفن التشكيلي الجمالي بتحقيق البروزات والكتل الجمالية ومواد البناء المختلفة في تكوين وتنسيق جيدين مؤكدا ان استخدامات الالوان من العناصر الجمالية الهامة التي يجب اختيارها بدقة لتؤدي الى التجانس والانسجام والاحساس بالهدوء حيث تشكل الوان الواجهات مع بعضها البعض صورة واحدة، فكلما تكاملت مع بعضها تحقق الانسجام البيئي للسكان وبين العناصر البيئية الاخرى المختلفة للفراغ العمراني وبذلك تنعكس الالوان على سلوكيات السكان كما تلعب الالوان الهادئة دورا مهما في تحقيق الهدوء النفسي للسكان اما الالوان الساخنة في البيئة العمرانية فإنها تساعد على الاحساس بالضجر أو القلق لتعارضها مع تحقيق الهدوء المطلوب في البيئة العمرانية وخصوصا السكنية.ويوضح استاذ الهندسة المعمارية ان عامل الخصوصية في التصميم المعماري يعد من اهم العوامل الاجتماعية والانسانية وان تحقيقه في تخطيط المواقع السكنية امر هام وضروري وان تجاهله يسبب للسكان نوعا من القلق النفسي، لان المحافظة على التقاليد والعادات أمر ضروري للمجتمع خصوصا في المجتمعات الشرقية والعربية وبذلك فإن التصميم المعماري اذا لم يأخذ ذلك في الحسبان كان مصدر قلق وازعاج للسكان.يذكر ان هذه الخصوصية تتحقق بوجود مسافات بينية مناسبة بين المباني السكنية توفر قدرا من الحركة للسكان لفتح نوافذهم أو الحركة داخل مساكنهم بأمان بعيدا عن نظر سكان المباني الاخرى، وان تطل الوحدات السكنية على فراغات جميلة كالحدائق المنسقة وحدائق الاطفال وملاعب الشباب واماكن الترويج عن كبار السن مما يحقق للسكان راحة سكنية داخل وخارج مساكنهم تنعكس في سلوكياتهم مع بعضهم بعضا في تعاملاتهم اليومية وكذلك الحال في مراعاة الاتفاعات المناسبة للمباني مع الفراغات العمرانية والتي تساعد بالطبع على تحقيق التهوية اللازمة والتشميس المناسب مع اعتبار الشارع احد الفراغات العمرانية الهامة التي يجب الاهتمام بها لتحقيق ذلك.ويؤكد الباحث ان الاهتمام بهذه الاسس البسيطة في المخططات العمرانية في البيئة السكنية سوف يؤدي الى سلوكيات طيبة للسكان لما يتحقق فيها من راحة سكنية تؤدي الى الراحة النفسية لهم.

Category :

0 Response to "دراسة علمية: التصميم الجيد للمباني مسؤول عن سلوك الأفراد"

إرسال تعليق