اهتمت هذه الدراسة بالوظيفة والموظف حيث أنهما الركنان الأساسيان في العملية الإدارية فالوظيفة هي المكون الأساسي والخلية الأساسية التي تعتمد عليها أي جهاز ، إذ أنها عمل مهم لنجاح الجهاز وتحقيق أهدافه العامة من خلال تحقيقها لهدفها الخاص. وكما أن للوظيفة أهميتها فإن للموظف أيضا أهميته ، فهو العنصر المتميز داخل أي تنظيم إداري عن غيره من العناصر المادية، وينبع من أن قدرته على العطاء تعتمد على قدرته الفنية وما يتقنه من مهارات بالإضافة الي رغبته في العطاء لذا تهدف هذه الدراسة الى تحقيق نوع من التوازن والانسجام بين الموظف والوظيفة لتحسين السلوكيات الوظيفية للموظف من خلال تحسين المحتوى الوظيفي بإعادة تصميم الوظيفة بالأسلوب الذي يتناسب مع احتياجات شاغلها . وقد ركزت الدراسة على الكشف فيما إذا كان هناك علاقة بين تصميم الوظيفة وبين السلوكيات الوظيفية لشاغلها. كذلك تهدف الدراسة الى التعرف على أسباب بعض الظواهر السلوكية التي توجد لدى بعض موظفي الأجهزة الحكومية ، كعدم الالتزام بمواعيد العمل الرسمية ومماطلة وتأخير طالبي الخدمة ، وهل لتصميم الوظيفة أثر في ظهور تلك السلبيات في السلوك الوظيفي ؟ ولتحقيق أهداف البحث استخدمت الباحثة المنهج الوصفي والمنهج السلوكي وصممت لذلك استمارتي استبيان ، وجهت الأولى للموظفين من بعض الأجهزة الحكومية تتناول أثر التصميم الوظيفي على السلوكيات الوظيفية للعاملين كالالتزام بالدوام الرسمي والجدية والسرعة في إنجاز معاملات المراجعين وتم التركيز فيها على بعض متغيرات التصميم الوظيفي ، كالمسؤولية عن نتائج العمل وأثر المهام الروتنية المتكررة ، وأثر التنوع في المهام الوظيفية والتناسب بين مهام مسؤوليات الموظف مع قدراته ومهارته . والأخرى وجهت للمراجعين للاطلاع على عوائق التفاعل الجيد مع العميل واشتملت عينة الدراسة على عينة عشوائية متناسبة مكونة من 200 موظف و 154 مراجعا من خمس جهات حكومية ، ارتأت الباحثه أنها الأكثر تعاملا مع الجمهور ، وهى الهاتف والبلدية والأحوال المدنية والاستقدام والجوازات. وكان من أهم النتائج التي أسفرت عنها الدراسة أن اطلاع الموظف على نتائج أعماله له تأثير إيجابي على التزامه بمواعيد العمل الرسمية وجديته وسرعته في إنجاز معاملات المراجعين ، وأن هناك علاقة إيجابية بين اتفاق المهام الوظيفية للموظف مع مهارته وقدراته وبين التزامه بمواعيد العمل الرسمية والسرعة والجدية في إنجاز العمل ، وأن تنوع المهام الوظيفية للموظف يؤدى الى جديته في إنجاز معاملات المراجعين ، والى التزامه بمواعيد عمله الرسمية ، وأن ممارسة الموظف لمهامه روتينية متكررة تؤدى الى عدم التزامه بمواعيد العمل الرسمية وعدم جديته في إنجاز معاملات المراجعين ، نظرا لحالة الممل السأم وعدم الرغبة في العمل التي تنتاب الموظفين الممارسين لتلك المهام المتكررة، وأن معظم أفراد عينة البحث من الموظفين يعانون من الروتينية في مهامهم الوظيفية التي نادرا ما تضاف إليها مهام جديدة ، لذا فإن وظائفهم لا تتميز بخاصية التنوع في تلك المهام
المشرف:
د. طلعت عبد الوهاب سندي ، د. طلق عوض الله السواط

Category :

0 Response to "أثر تصميم الوظيفة علي سلوكيات العاملين في المنظمات الحكومية"

إرسال تعليق